بسم الله الرحمن الرحيم
_هذه طبيعة الإنسان ـ
عبارة نقولها تعليقا على مواقف متناقضة ومع ذلك نقولها.
فإذا حقد أخ على أخيه قلنا:طبيعة الإنسان هكذا.
فأول جريمة ارتكبها إنسان ضد إنسان كانت بين الأخوين قابيل وهابيل..
كما أن يوسف عليه السلام ألقاه إخوته في البئر؟
وإذا ضحى الصديق من اجل الصديق قلنا:إنها طبيعة الإنسان،
لأن الإنسان مهما كان شريرا ففي جانب من نفسه يكمن الخير، كالشمس وراءالسحاب.
ويجب أن نعطي للخير فرصة.. والدنيا بخير
وإذا خان الصديق أعز أصدقائه قلنا:إنها طبيعة الإنسان..
فالإنسان ذئب لأخيه الإنسان..
وقديما قالوا: اللهم أحمني من أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم..
وقالوا أيضا: احذر عدوك مرة، واحذر صديقك ألف مرة..
وإذا أحبت المرأة وأخلصت قلنا:
إنها طبيعة المرأة تحبنا أكثر من نفسنا.
والمرأة هي التي تعرف الحب،
لأن المرأة لا تحب إلا شخصا واحدا في وقت واحد.
أما الرجل فصاحب قلبين وبالين وإذا لعبت المرأة بقلوبنا وعقولنا
وانصرفت عنا إلى غيرنا قلنا: إنها طبيعة المرأة لا أمان لها ولا أمان معها.
وهي كالقلب دموية..وهي كالقلب تخفق للمال والرجال
فما هذه الطبيعة الإنسانية؟لا يوجد شيء اسمه الطبيعة الإنسانية.
فكل إنسان يمكن أن يتغير إذا تغيرت ظروفه وتغيرت الأرض
التي يقف عليها والمقعد الذي يجلس عليه أو تحته أو أمامه..
ضع أشجع إنسان في النار يصرخ كالطفل..
فلا أحد خير بطبعه.ولا شرير بطبعه..
ولا شجاع ولا جبان..ولا كريم ولا بخيل..
وإنما الإنسان يصير كريما وشجاعا وخيَّرا..
والطبيعة الإنسانية نحن الذين نصنعها.
فنعلم الطفل الصغير ألا يكذب ونعلم الكبير إلا يكون صريحا,وإنما أن يلف ويدور،
لأن الناس لا يحبون الصراحة.
ونعلم الصغير أن يكون شجاعاونقول للكبير لا تكن مقهورا.
ونقول للصغير لا تكن بخيلا ونقول للكبير لا تكن مسرفا..
فالطبيعة الإنسانية قماش نلونه ونقصه ونفصله حسب المناسبات!